الجمعة، 23 يناير 2009

البكاء على اللبن المسكوب ! ...... شهرزاد

مقال قديم !!

البعض يتعمد أن يكسر الكأس..ويسكب اللبن..كي يمارس هوايةالبكاء على اللبن المسكوب!!



(1)
تُرى إذا كانت قلوبنا هي الكأس المكسورة
ومشاعرنا هي اللبن المسكوب
فكم مرة كُسرت تلك الكأس؟
وكم مرة سُكب ذلك اللبن؟


(2)
في لحظات الحب الصادقة
نفتح لهم أبواب قلوبنا
ونهبهم الحب بلا تردد
ونمنحهم الأمان بلا حدود
ونغمض اعيننا على حلمنا الجميل بهم
ونعيش لهم ومن اجلهم
ونحسن إليهم قدر استطاعتنا !!


(3)
وفي غمرة الحب
وغمرة الحلم..وغمرة العطاء
ننسى اتقاء شر من أحسنا إليهم
ونغمض اعيننا على طيفهم الجميل
آمنين..مطمئنين لهم
ولا يوقظنا من لذة أحلامنا معهم
سوى طعنة الغدر التي تستقر في قلوبنا
وصوت انكسار أحلامنا الذي يهز أركاننا !!

(4)
وتنكسر الكأس
وينسكب اللبن
ويصيبنا الموقف بالذهول
ويصعب علينا استيعاب الموقف
ويرعبنا تصور الحياة من دونهم !!!


(5)
ونبكي خلفهم كالأطفال
وننحني حزنا..وننكسر ألما
ونناديهم بأعلى صوتنا
ونرجوهم ألاّ يرحلوا
ونتوسل إليهم أن يعودوا
لكن لا مجيب !!


(6)
وبعد دوامة من الحزن
والضياع والألم
نعود إلى أنفسنا من جديد
نبحث عن ذواتنا مرة أخرى
ونحاول جاهدين إصلاح أعماقنا
وترميم أحلامنا المكسورة
ونترك بقاياهم خلفنا
ونطوي صفحتهم إلى الأبد !!


(7)
وفي قمة نسيانهم
يعودون إلينا
يطرقون أبوابنا من جديد
يحاولون أحياء الحب الميت من جديد
ويسردون القصص الكاذبة
ويسردون أعذارهم الواهية
ويقدمون لقلوبنا اعتذاراتهم
المتأخرة جدا !!


(8)
وينتظرون منا!!
أن نفتح لهم أبوابنا من جديد
وان نحسن استقبالهم من جديد
وان نرقص لعودتهم فرحا
وان ننسى كل العذاب
الذي عايشناه في غيابهم
وان ننسى كل الدموع التي
سكبناها عند رحيلهم !!


(9)
فمثل هؤلاء
يحبون أنفسهم كثيرا
ويظنون أن الحياة تتوقف في غيابهم
ويخيّل إليهم غرورهم
أنهم سيملكون مفاتيح قلوبنا إلى الأبد
وأنهم يملكون حق العودة إلينا متى شاؤوا
وأننا سنضيع أيامنا في انتظار إشارتهم الخضراء
كي ننطلق نحوهم من جديد
وأننا سنقضي عمرنا في البكاء على إطلالهم المهجورة !!


(10)
ولكنهم يذهلون
ويصابون بشيء من الصدمة
حين يكتشفون أن الحياة مازالت مستمرة
وان وجودنا لم يعد في حاجة إلى وجودهم
وان قلوبنا الصادقة لم تعد تتسع لهم
وان دموعنا عليهم قد جفت من زمن
وان نصفنا الآخر لم يعد يشبههم في شيء
وان صلاحيتهم قد انتهت لدينا تماما !!


(11)
وعندها فقط
يتخبطون كما تخبطنا
ويطرقون أبوابنا كما طرقنا أبوابهم
ويبكون خلفنا كما بكينا خلفهم
لكن بكاءهم لا يجدي شيئا
لأنه يكون بكاء على اللبن المسكوب


عفوا !!
إذا كسرتم الكأس يوما
فلا تحاولوا إصلاحها.
فلن تعود كما كانت أبدا
وإذا سكبتم اللبن يوما
فلا تبكوا عليه
فلن ينفع البكاء على اللبن
المسكوب في شيء

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق